قيمة الحاجب والحجاب

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قيمة الحاجب والحجاب ..

الحمد لله الذي جعل
الحاجبين جمالاً للوجه وستراً للعينين ، إذ لولا قيمة ونفاسة العين لما كان لها
حاجب وساتر ، ولولا وجود الحاجب لما كان للعين جمال .
فحاجب العين يكسبها مناعة
وجمالاً ، لأنه من جهة لا يجعلها مبتذلة ببروزها الشفاف عند الإبصار ، ومن جهة
يحفظها من وقع الصدمات ومن الغبار والعرق وشتى الأضرار .
ولم يسمّ الحاجب حاجباً
إلا لدوره في حجب العين عن الاسترسال في النظر بغير مراقب ، وذلك لكيلا تتعرض
للعمى والكلل والتيه والضلال ، لأنها شديدة الحساسية والتأثر والانفعال ..
والمرأة
على هذا المنوال تعد أم العين وعدستها التي لا تعوض بثمن ، وخاصة حينما يصيبها العشي
أو العمى والرمد ، بسبب الإهمال وغياب الحياء وصالح الأعمال ، لذا إن الحجاب
بالنسبة إليها يكون الحاجب الذي يزيدها وقاراً وبهاء إذا وظف بالشروط الشرعية .
فالحجاب له وظيفته الجمالية والوقائية كالحاجب ، وذلك لخاصية المرأة الانفعالية
الغالبة عليها ، وهو انفعال الحنان والمحبة ، إذ إن هذه الخاصية لا تزيدها في نظر
الرجل إلا قيمة وحرصاً على صيانتها ، وذلك بسترها عن كل ما يحول انفعالها الإيجابي
إلى انفعال سلبي ، ربما قد يصبح هذا الانفعال منقلباً ومتحولاً نحو الوضع السلبي إن
هو وظف بغير طريقه الشرعي ، وبصورة مفرطة ومتطرفة كما هو عليه حال أغلب المتبرجات
في عصرنا ، حتى ليكاد يخيل للمرء أن الأرض أصبحت عبارة عن كومة مغناطيسية تحمل
فوقها مجموعات من شحنات تجذب الجنس الأخر لها ، ولا ينبغي للمرأة أن تنظر إلى
وصفنا إياها بخاصية الانفعال كعنصر سلبي يحط من قيمة شخصيتها وإدراكاتها ، ولكن
على العكس من ذلك ، فهي تمثل قمة الإيجابية بالنسبة إلى وجودها نفساً وجسداً ووظيفتها
في المجتمع أماً وزوجة .
وتظهر هذه الإيجابية إذا نظرنا للمرأة ووظيفتها في
المجتمع بوظيفة العين وفضلها على سائر الأعضاء البارزة في الجسد .
فلو كانت
السلبية والإيجابية تقاس بالفاعلية والانفعالية ، لكانت العين تعتبر من أخطر الأعضاء
في جسم الإنسان ، لأنها أشدها تأثراً وانفعالاً بالأشعة والحرارة أو البرودة
والحموضة ، بينما العكس هو الحاصل في تثمين العين وتسعيرها ، حيث لا تقدر بثمن ،
لأنها أعز من أن تثمن ، وأغلى من أن يحتويها سعر ولو خيرت بمال الدنيا كله .
فالحاجب
لا يكتمل دوره إلا من خلال الاشفار والأهداب المرتبطة به عضوياً ، والمحددة به
شكلاً ووظيفة ، كما أن حجاب المرأة في الإسلام
لا يكتمل معناه حتى يوصل شكله بمضمونه ، وخاصه بعامه ومطلقه وبمقيده .

طــــرح في منٍتهى ـآ الَجمـــال
يُعٌطِيًــــــك رَبِيُ أَلِــفٌ عٌـــــآِفًيُــــــةْ
ْإِبْدَآَعٌ فيٍ ْكُلِ زَآْوِيْةٍ

           موووووضوع اكثــــــــــر مـن رائـــــــــــع
                                     بـــارك اللـــه فيـــــك
                                 وجـــــزاك خيـــــر الجـــــــــزاء