الكذب عند الأطفال

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

كذب الأطفال

سرعان ما تخرجين عن طورك ، إذا لاحظت أن طفلك يكذب ، أو ينكر ارتكاب حماقة
ما ، على الرغم من أنها تكاد تنطق بأنه هو الذي ارتكبها .

والمواجهه معه ، تكشف عن مخاوف جديدة تبدأ في غزو مشاعرك من دون أن تعي ذلك
، إذ لا تستطيعين أن تمنعي نفسك من التفكير في إجابات لبعض الأسئلة ، التي بدأت
تطرح نفسها بقوة عليك .

هل هو جبان ؟

هل يخاف من مواجهة عواقب تصرفاته ؟

الإجابة هي : لا ، على الإطلاق .

فما يحدث في الواقع أن الطفل الصغير ، عندما يحكي كذبة ، فإنه يتخيل أن
رغباته قد تحولت إلى حقائق ، سرعان ما تتحول هذه الخيالات إلى وقائع ملموسة في
ذهنه الصغير . فلا تتعجبي مثلاً إذا واجهتِ ابن الرابعة بتهمة اكل الشوكولاتة ،
على الرغم من أنك منعته عنها ، فأنكر بشدة أنه قام بارتكاب هذا الجرم على الرغم من
وقوفه بين يديك ووجهه ملطخ بالشوكولاتة .

في هذه الحالة ، التزمي بالصبر والثبات واعتبريه طفلاً مسلياً مرحاً ولا
تحملي الأمور فوق ما تحتمل .

ولا شك أن هذا الإصرار ، إذا بدر من طفل في العاشرة من عمره ، يثير في نفسك
الغيظ .

الحقيقة والخيال عند الأطفال :

تحتلف صلة الطفل بالحقيقة باختلاف سنه ، فالطفل ، حتى يبلغ الرابعة من عمره
، يسيطر على جميع تصرفاته وحركاته مبدأ واحد يقوم على الرغبة في إرضاء أهله : فما
يسرهم وينال رضاهم هو الصح والخير ، وما يثير ضيقهم ويزعجهم هو الشر .

على سبيل المثال : فإذا عصى الطفل أوامر أمه وذهب للعب في الشارع ، فإنه
يعلم أن أمه سوف تكون مستاءة إذا علمت بهذا النبأ .

لذالك فإن المخرج الوحيد بالنسبة إله ، يتمثل في الكذب عليها .

وهو يعتقد أنه لا يوجد شيء خطأ في هذه الكذبة : فهو يعطي لأمه الإجابة التي
يمكن أن تسعدها وترضيها .

ويظل الطفل عاجزاً عن الفصل بين الحقيقة والخيال فصلاً تاماً ، حتى بلوغه
العام السادس من العمر .

ونلاحظ ذلك عند مشاهدته الأفلام التلفزيونية أو قراءته القصص .

فهو لا يعرف كيف يميز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي لذلك ، ينصح بمساعدته
على التمييز بين الحقيقة والخيال بدلاً من الاستسلام للغضب من جراء كذبه ، فأفهميه
أن ما يحدث في أفلام الكارتون ليس سوى خيال ، وهو للضحك فقط .

أما الألم الذي تستشعره أخته من جراء ضربه لها بعنف ، فهو شيء حقيقي

أما اعتباراً من العام السابع ، فإن الطفل يدرك تماماً إذا ما كان ما يقوله
حقيقية أو كذباً .

وإذا كذب ، فإنه يدرك تماماً أنه كاذب ، وهذا يشعره بالضيق .

ولكن ، في هذه الحالة ، تكون لديه دائماً أسباب معقول من وجهة نظره : فهو
يكذب حتى يتفادى العقاب .

كما أنه يفضل غالباً الصاق الجرم ، الذي ارتكبه بالآخرين من أخوته وأصدقائه
.

وهذه الصورة من صور الكذب تعد الأكثر شيوعاً بين جميع الأسر ، مهما بلغت
درجة تفهم ووعي الوالدين ، وينتشر بين الأطفال حتى سن 10-11 سنة ، وهي السن ، التي
لا يتحملون هم أنفسهم فيها أن يكذب أحد عليهم .

فما العمل ؟

نصائح تربوية :

الكذب من الأمراض الاجتماعية ، التي يصعب القضاء عليها ، إذا لم يحدث ذلك
في الصغر .

فإذا أردتِ أن تقضي على الكذب ، في مهده ، فيمكنك ذلك ببساطة إذا التزمت
النصائح التالية :

* لا تدفعيه للكذب :

فإذا أصررتِ على مناقشته قائلة : ألم تكسر الكوب ؟ وكررت على مسامعه تلك العبارة أكثر من مرة ،
فإنك تضطريه ، مهما كانت درجة صدقه ، للكذب عليك .

* تجنبي الأسئلة :

وبدلاً من طرح الأسئلة ، التي تحثه على الكذب مراراً وتكراراً ، حاولي أن
تعبري عن مقدار حزنك أو أسفك لما حدث ، قولي على سبيل المثال : تضايقت كثيراً
عندما كسر كوب آخر .

* لا تضيقي عليه الخناق :

تجاهلي محاولاته المستمرة للإنكار ، ولا تجهديه بطلب الإثباتات والبارهين .

واحرصي على ان يكون هدفك في حالة الكذب منحه الشجاعة ، وليس تقوية إحساسه
بالذنب .

* امنحيه مخرجاً :

إذا لاحظت أنه يكذب ، فحاولي أن تساعديه على إيجاد مخرج ، قولي له مثلاً :
إذا كنت لا تريد أن تخبرني بشيء ، فاكتب لي ما تريد أن تقول .

وسوف أكون فخورة بك جداً إذا فعلت ذلك .

* لا تعاقبيه بشدة على الحماقات التي يرتكبها :

وإلاّ ، ساعدته أكثر على اللجوء للكذب ، حتى يتفادى العقاب الشديد .

فمهما كان الطفل كاذب ، إلاّ أنه يرغب من داخله دائماً في الإتيان بتصرفات
لائقة ومستحسنة ، حتى يحظى برضا الجميع .

واحرصي كذلك على أن تشعريه بأنك تهتمين به أكثر من اهتمامك بالشيء الذي
حطمه .

وخلافاً للخوف من العقاب ، واللوم .. فإن الطفل يكذب أيضاً ، لأسباب أُخرى
في مقدمتها الغيرة والخجل أو الخزي .

فلا تضيقي عليه الخناق إذا كذب حتى لا تعززي هذه المشاعر في داخله .

وعودي نفسك على التسامح والغفران ، وعلى إصدار الأحكام عليه ، بعد أن تطلعي
على نواياه وليس أفعاله ، وحاولي أيضاً أن تشعريه بأنه موضع ثقتك وثقة أبيه ،
واحرصي على عدم التمييز بينه وبين إخوته في الثواب والعقاب .

وبذلك ، سوف تحثين الطفل على التحلي بالشجاعة التي تساعده على تحمل مسؤولية
أخطائه .

إذن إذا لاحظت أن طفلك يكذب ، فلا تسارعي باستعمال العصا .. بدلاً من ذلك ،
أحرصي على إقامة جسور الود والألفة بينكما عند مناقشته حول دوافع كذبه ، حتى تنمي
داخله الثقة بالنفس ، والشجاعة التي تساعده على تحمل مسؤولية أخطائه .

عاشت الايادي عطاء مستمر وابداع دائم

دمتي بخير

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

أنت هو المبدع أخي الغالي
شكراً لمرورك الجميل
نورت الموضوع