ما قيل بحق الإمام علي عليه السلام
8- قال الدكتور مهدي محبوبة : ( أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به ،
وأدركها دون أن تدركه ) (عبقرية الإمام : ص 138) .
9- قال أبن أبي الحديد : ( أنظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها ،
وتملكه زمامها ، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة ، والخصائص
الشريفة ، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء ، وخرج أعرف بالحكمة من
أفلاطون وأرسطو ، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية ، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط
، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة ، وخرج أشجع من كل بشر مشى على
الأرض ) .
10- قال الفخر الرازي : ( ومن أتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة
الوثقى في دينه ونفسه ) .
11- قال جبران خليل جبران : ( إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلام
الله الناطق ، وقلب الله الواعي ، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى
المحسوس ، وذاته من شدة الاقتراب ممسوس في ذات الله ) ( حاشية الشفاء ص 566 / باب
الخليفة والإمام ) .
12- ذكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( وما أقول في رجل تحبه أهل
الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، وتصور
ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها ، وتصور ملوك الترك والديلم
صورته على أسيافها ، وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم
جحد مناقبه ولا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في
شرق الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب
والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم ،
ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا ، حتى حظروا أن يسمى أحد
باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما
كتم يتضوع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة
أدركته عيون كثيرة ، وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ،
وتتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها ) ( شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد : 1/17 ، 29 ) .
13- وذكر أيضا : ( واني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على
أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام
يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لو يأكلوا لحما ولم يريقوا دما ، فتارة
يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم
( عليه السلام ) الإلهي ، وأقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ
خمسين سنة والى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا
وعظة ، أثرت في قلبي وجيبا ، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب
ودي ، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) .