قم للمعلم...

موضوع: قم للمعلم... الإثنين سبتمبر 03, 2012 5:18 pm

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

[size=18]مهنة التعليم مهنة مقدسة تتطلب من المعلم أن يتجمّل بالصبر والأناة، ويتحلى بالحكمة والرحمة والذكاء والحزم، ويتصف بالعدل والإنصاف حتى يتمكن من تأدية رسالته الرفيعة، ومهمته الشاقة على خير وجه.
فالمعلم هو الذي ينهض بالأمة من كبوتها، ولولاه لما عرف الإنسان معنى كلمة النور أبداً.
ومن منا ينكر هذا الدور العظيم للمعلم في بناء الإنسان الذي هو غاية الحياة، فقد حرصت المجتمعات الراقية على تعظيمه وتعظيم مهنته، وكان للشعراء والأدباء نصيب من ذلك إذ جادت قرائحهم بعبارات الثناء والمدح والتقدير والتشييد بأعمال المعلمين وأفضالهم، ومنهم أمير الشعراء أحمدشوقي في قصيدته الرائعة (قم للمعلم) الذي وصفه فيها بأنه وريث الأنبياء والرسل وهو من يستحق أن يقف الناس له تبجيلاً وتعظيماً...
ولكن لو جرّب شوقي التعليم فهل كان سيكتب ما كتبه أو سيكون له رأي آخر؟
أظنني وجدت الإجابة عن هذا السؤال في أبيات الشاعر والمعلم إبراهيم طوقان:

شوقي يقول وما درى بمصيبتي *** " قم للمعلم وفه التبجيلا "

اقعد ،فديتك ،هل يكون مبجلا *** من كان للنشء الصغارخليلا

ويكاد "يفلقني" الأمير بقوله *** "كاد المعلم أن يكون رسولا"

لوجرب التعليم " شوقي " ساعة *** لقضى الحياة شقاوة وخمولا

حسب المعلم غمة وكآبة *** مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا

"مئة على مئة" إذا هي صححت *** وجد العمى نحو العيون سبيلا

لو كان في "التصحيح" نفع يرتجى *** وأبيك ،لم أكُ بالعيون بخيلا

لكن أصحح غلطة نحوية *** مثلا ، وأتخذ "الكتاب" دليلا

مستشهدا بالغر من آياته *** أو "بالحديث" مفصلا تفصيلا

وأغوص في الشعر القديم وأنتقي *** ما ليس مبتذلا ولا مجهولا

وأكاد أبعث "سيبويه" من البلى *** وذويه من أهل القرون الأولى

وأرى "حمارا" بعد ذلك كله *** رفع المضاف إليه والمفعولا

لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقعت ما بين البنوك قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويلا

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

إن الحديث عن المعلم والتعليم ذو شجون ، لا يعرف المرء من أين يبدأ وأين
ينتهي ، فقد كرم الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله وسلم) هذه المهنة الإنسانية المقدسة الشاقة .
فرسولنا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو قدوتنا قد حصر مهمته بأنه معلم
تكريما للعلم والتعليم فقال : (إنما بعثت معلما ) و قال : (أدبني ربي فأحسن تأديبي).
وان ما قاله احمد شوقي في المعلم قليل على المعاناة التي يعانيها :

قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو أجل من الذي *** يبني وينشئ أنفسا وعقولا

سبحانك اللهم خير معلم *** علمت بالقلم القرون الأولى

أخرجت هذا العقل من ظلماته *** وهديته النور المبين سبيلا

وطبعته بيد المعلم تارة *** صدى الحديد وتارة مصقولا

وان ما قاله الشاعر إبراهيم طوقان هو تعبير عن المشقة التي يكابدها المعلم كل يوم :

لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة *** ووقفت ما بين البنوك قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته *** إن المعلم لا يعيش طويلا

المعلم هو قائد تربوي ميداني يخوض كل يوم معركة ضد الجهل والتخلف ببسالة وإصرار
سلاحه الإيمان بالله تعالى ليوصل الخبرات والمعلومات للنشء الجديد .
فله دور في بناء الإنسان وقيام الحضارات ، فهو المؤثر على عقول طلبته وعلى
شخصياتهم ونموها وتفتحها على حقائق الحياة وأحيانا يؤثر على مسارات حياتهم ما بقي
فيهم عرق ينبض ، صلاح المعلم يؤدي إلى صلاح طلابه ومن ثم صلاح المجتمع بأسره .
فالمعلم هو الشمعة التي تحترق لتنير درب الآخرين ، وهو الشمس الساطعة التي تضيء لنفسها وتضيء للآخرين .
وأهم شيء أن يكون المعلم مخلصا في قوله وعمله ونيته ومعنى ذلك أن يقصد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى طاعة له وتقربا والإخلاص في السر والعلانية .

شكرا أختي العزيزة على القصيدة والموضوع
عذرا للإطالة فلم أستطع منع نفسي
من التعبير عن أهمية هذه المهنة السامية ، فرغم كل متاعب هذه المهنة فأنا فخورة
بكوني معلمة .
نسأل الله أن يوفق معلمينا المخلصين لتأدية واجبهم ويجزيهم أحسن الجزاء .
تقبلي مروري وإضافتي
دمتم موفقين

اللهم صل على محمد وآل محمد

متألقة كعادتك في إضافتك وردك. سلمت يداك غاليتي
ووفقك الله في أداء مهنتك السامية على أتم وجه.