أترك أعمالك تتحدث عنك و أسكُت أنت

أترك أعمالك تتحدث عنك و أسكُت أنت

فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها
عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك
فتبتلى بمكذبٍ وحاسد
وتكون عرضةً للسخرية والازدراء
ولكن قدم علماً حسناً
جميلاً بدعياً يسر الناظرين
وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق
والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة
فهي أعظم شهادة على عظمتك
وسموك وعلو منـزلتك

إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً و أقلهم أعمالاً
فهم يتحدثون عن
أعمال وهمية وعن منجزات خيالية
ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم
فما يزدادون إلا مقتاً
وليتهم أكتفوا بذلك بل زادوا الطين بلة
فنشروا الأراجيف والشائعات
وأستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام
وتركوا (العمل) ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)
لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة
ما يلفت الأنظار ويخطف الأضواء ويدهش العقول
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل
فيكون كالسيارة المسرعة في إنحدار بلا سائق
تجنح ذات اليمين وذات الشمال
ثم تهوي إلى الأسفل!

فانتبه
ودعك من كثرة الكلام بلا طائل
وأقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها
القيل و القال
ويعذب فيها الاسترخاء
وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة
بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام
وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس
قم الآن صلِّ أو اقرأ أو سبِّح أو طالع أو اكتب
أو رتب مكتبتك أو أصلح بيتك أو أنفع غيرك
حتى تقضي على الفراغ

واقتل الكلام..
بالعمل
إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم
القابعين في ثكناتهم
لكنها ترحب بالعالمين العاملين

الصاعدين سلم المجد درجة درجة

الذين يؤدون رسالتهم في الحياة

ويلبون مراد النشأة الأولى والمطلب الحق

ويجيبون على سؤال فاطرهم

(أيحسب الإنسان أن يترك سدى)!

وإذاً فاصمت وأعمل وأسكت وأبذل
فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية
من يدعو لك ويثني عليك ويشيد بأعمالك الجليلة
وخصالك النبيلة
والناس شهداء الله في أرضه

وقل لكل حاسد:
الجواب ما تراه دون ما تسمعه!!

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

قال تعالى {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون}التوبة105

في هذه الاية الكريمة حث على العمل والعمل بمطلقه طبعا الصالح منهو وذوالفائده على الانسان والمجتمع
هو امر عبادي فالعمل عبادة كما جاء في احاديث كثيرة

ولو قلنا ان العمل المقصود هنا من الاعمال التعبدية فكثرتها افضل من القول بها
او حتى ان يكون العمل الصالح قليل ولكن باستمراية لا انقطاع فيها كما ورد في الروايه

(قليل دائم افضل من كثير منقطع)
ولطالما حث رسول الله صلى الله عليه واله على العمل واحترام العامل وحفظ كرامته
هذا من ناحية العمل العبادي الذي نسميه نحن بالمهنه
اما من جانب العمل العبادي الثاني من فروع الدين والقيام بالمستحبات والواجبات
فقد حث الاسلام كثيرا على مطابقة القول للعمل والعمل على ما تعلمنا
حيث ان العلم بدون عمل يعتبر جهلا
عبر عنه امير المؤمنين صلوات الله عليه (واخر قد تسمى عالما وهو ليس به اكتسب جهائل من جهال )
في حالة اتخاذ العلم ولاعمل قائم على ذلك العلم
وقد اوصانا مولانا الامام جعفر الصادق عليه السلام كثيرا من هذا الجانب

شيعتنا كونوا زينا لنا ولاتكونوا شينا علينا

كونوا دعاة صامتين

كونوا دعاة من غير السنتكم

كل هذه الاقوال مفادها دع عملك هو يفسر ماتريد ايصاله فلاتدعو مثلا الناس الى الصلاة وانت لاتصلي
قم صلي وليعلم الناس انه وقت للصلاة
وهكذا الامور الاخرى الكثيره الواجبة والمستحبة

جعلنا الله واياكم من الدعاة الى طاعته
نشكركم على موضوعكم المبارك اخي العزيز
وتقبل مروري واضافتي
دمتم موفقين

شكرا على هذه الاضافة والمرور الجميل دمت للمنتدى ولنا اخا عزيزا