التدخين ......ورأي الشرع

[size=24][size=24][size=24]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

التدخين....ورأي الشرع

يشكّل التدخين ظاهرة عامة منتشرة بين كل الناس، واللاّفت
أنها تأخذ مداها بين الأجيال الصاعدة، فترى كثيراً من الأطفال في سنّ
مبكرة، يمارسون هذه العادة السيئة دون انتباه لمضارها صحياً ونفسياً. ويعد
التدخين ظاهرة اجتماعية تطاول الرجال والنساء معاً، وخصوصاً مع كثرة أماكن
التدخين من مقاهٍ، وتزايد المحلات المخصصة لبيع النرجيلة وتأمينها إلى
المنازل، التي وصلت حتى إلى الأرياف والقرى، إذ يكفي أن تتصل بأحد المحلات،
حتى في قريتك، وتصل النرجيلة إلى منزلك. والجدير ذكره أنَّ هناك من لا
يمارس عادة التدخين، ولكنه يتضرر منها، وهو ما يسمّى بالتدخين السلبي.
ونعرض فيما يلي آراء الشرع حول موضوع التدخين، إذ يرى بعض العلماء أن شرب الدخان والنرجيلة محرّم، والدليل على ذلك قوله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}[النساء: 29].

وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضر، ولما كان مضراً فإنه حرام، والدليل الآخر قوله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل لكم قياماً}[النساء:
5]. فنهى الله عن إتيان السفهاء أموالنا، ولا ريب في أن بذل الأموال في
شراء الدخان والشيشة تبذير وإفساد لها، لذلك هو منهي عنه بدلالة هذه الآية.
ومن السنّة أن رسول الله(ص) نهى عن إضاعة الأموال وبذلها في هذه المشروبات
(الشيشة والسجائر). ولأن النبي(ص) قال: "لا ضرر ولا ضرار"، وتناول هذه الأشياء موجب للضرر.

ويعتبر البعض من العلماء أن التدخين محرّم لكونه خبيثاً
ومشتملاً على أضرار كثيرة، والله عز وجل إنما أباح لعباده الطيبات من
الطعام والشراب، وحرّم عليهم خبائثها، قال تعالى: {ويحلّ لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث}[الأعراف: 157]، وجميع أنواع التدخين من جملة الخبائث، لكونها مشتملة على مواد ضارة ومخدّرة.

ويقول سماحة المرجع المجدد السيد محمد حسين فضل الله(رض) في فتوى له حول التدخين:

لقد أفتينا منذ سنين بحرمة التدخين بجميع أشكاله، من تدخين
السيجارة وتدخين الغليون وتدخين الشيشة والنرجيلة وما إلى ذلك، لأنه يؤدي
إلى التهلكة أو إلى ضرر بالغ.. وهذا مما اجتمع عليه كل أهل الخبرة في
المجالات الصحية.

وأما أساس فتوانا، فمضافاً إلى حرمة الإضرار بالنفس، قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}[البقرة: 219]، أي أن كل ما كان ضرره أكثر من نفعه فهو حرام، وضرر التدخين أكثر من نفعه لو كان له نفع.

ويعتبر سماحة السيد أنه لا يجوز التدخين لغرض التسلية، أو
عندما يقدمها الناس كضيافة، مؤكداً أن الحرام حرام، سواء كان للتسلية أو
لغير التسلية، ولا مجاملة في الحرام إطلاقاً، ولا فرق بين المدخّن المبتدئ
والقديم.

وقد رأى سماحة العلامة المرجع فضل الله(رض) أيضاً أنّ في
التدخين جريمتين؛ جريمة بحقّ الإنسان نفسه، لأنه يحرق رئتيه ويعرّضهما
للسرطان، وجريمة ثانية، وهو أنه يؤذي الناس الذين يجلسون إلى جانبه
ويتنفّسون الدخان، ولم يكتفِ سماحته بتحريم التدخين، بل حرّم بيعه أيضاً،
لأنه مما لا منفعة له محللة، انطلاقاً من أنّ شرعية التجارة بشيء، لا بد من
أن يكون متعلّقها حلالاً، بحيث يجوز الانتفاع به منفعةً محللة. [استفتاءات].

ونحن مثلاً نرى حرمة التدخين لأنه مضرّ، وكلّ ما يضرّ البدن هو حرام، وهناك علماء كثيرون لا يرون ذلك، لأنهم يرون الضرر المحرّم
هو الضرر الذي يؤدي إلى التهلكة. وهناك بعض الناس ممّن اعتاد على التدخين
حسب زعمه، وهو لا يستطيع تركه وهو يقلدنا، فأنا أقول له إنك تستطيع أن ترجع
إلى غيري في هذه المسألة.

لكن هناك العديد من المسائل الحسّاسة التي لا أجوّز فيها التبعيض حتى لا يتحوّل التبعيض من رخصة إلى لعبة تنتهك بها حرمة الفتوى.[بينات، فكر وثقافة، مسائل فقهية، 182].

محمد فضل الله
المصدر موقع المرجع الديني سماحة السيد محمد حسين فضل الله قدس

حقوق النشر

منتديات عبقات

سلمت يداك اخي العزيز

وجزاك الله خيرا على ماتزودنا به من قضايا تهم مجتمعنا

تحياتي وفائق احترامي لك اخي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

اختي الكريمة درة الكوفة انا في خدمتكم وان شاء الله تعالى نستمر على هذا النهج

وكل مافيه صلاح للمجتمع

اضافة الى الموضوع

راي سماحة المرجع السيد كمال الحيدري دام ظله هو كما ورد في الموقع قسم الاستفتاءات
لمسألة :
هل التدخين حرام لاسيما تدخين الشيشة؟

الــجواب :

التدخين مكروه بحد ذاته ، وإذا أدى إلى ضرر معتد به فيحرم ، نعم ،
يحرم تدخين الشيشة ، لأن تدخين الشيشة يضرّ بصحة الإنسان وربما يفضي
للإصابة بحالات مرضية خطيرة ، وهذا ما أكدته الدراسات الطبّية الحديثة

وفقنا الله واياكم لمرضاته
اخوكم
ريان الموسوي