أمام المدفأة....نعيم أم عذاب ضمير؟!

أمام المدفأة...نعيم أم عذاب ضمير؟!

هذه ليلةٌ مرعبةٌ، ظلامها دامسٌ، عواصفها قوية، وهذا صيّب من السماء فيه ظلمات وبرق، ومن باطنه يقصف الرعد قوياً يصم الآذان، والشوارع خالية مقفرة لا تحس فيها من سالك ولا تسمع ركزاً لأحد.
دبّ الرعب في قلبي طارداً النوم من عيني وأحسست بالوحشة تملأ المكان، أججت النار في المدفأة علّها تؤنسني وتبدد وحشة ليلتي هذه. انكمشت أمام النيران المتقدّة، أراقبها، أتمتع بدفئها وجمال ألوانها، فخِلتُ، وإذا بالذكريات تطير بروحي إلى عالم آخر، عالم ولِد من نعيم هذا الدفء وعذاب ذاك الضمير الغافل... فكأني بطفلة تشعل عود ثقاب، فيتراءى لها في نوره طيف جدتها فتلتمس في دفء ابتسامتها ما يردّ عنها لسعات البرد لكنه ينطفئ، فتشعل آخرَ فإذا بنوره يُخيِّل لها مدفأة مشتعلة تجاورها مائدة عامرة بأنواع الطعام، وما إن تقترب حتى ينطفئ هو أيضاً... وتتوالى محاولاتها البائسة لخلق ما يبعث الدفء في جسدها وعواطفها.. لكنها لم تؤدِّ إلا إلى نفاد عيدانها، ونهاية إلى موتها...
هأنذا مرة أخرى أمام المدفأة لكني هذه المرة لا آنس بنارها، فوجه تلك المسكينة الذي يتراءى لي في لهب ألسنتها يأجج في صدري نار الحزن والأسف تارة ونار الاستنكار والغضب تارة أخرى.
يا ترى ما حال من لا يملكون حتى عوداً من هذه الأعواد؟!
كيف يستحضرون طيف الجدة؟! أم كيف يتخيلون الطعام والمدفأة؟!
تساءلت: أليس بإمكاننا توفيرها لهم حقيقة ملموسة وليس خيالاً يزول بانطفاء العود؟!
ألا تشكل هذه الفئة جزءاً من مجتمع أوصانا الله ورسوله (ص) وأهل بيته من بعده بالتكاتف والتآلف، لنكون ذلك الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟!
ألا يمكننا أن نحيا سعداء بمنح غيرنا سعادة يفتقدها؟ فنقتدي برسول الرحمة (ص) إذ قال:
"أحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ".

ألا يمكننا أن نحيا سعداء بمنح غيرنا سعادة يفتقدها؟ فنقتدي برسول الرحمة (ص) إذ قال:
"أحبّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ".

كلمآتـ آنتقآئكـ لهآ رونقهآ آلخآصـ
سلمتـ آنآملكـ ودمت بهذآ آلتميز