حوراء انسيه عضو جديد
الجنس : المهنة : المزاج : نوع المتصفح : الابراج : عدد المساهمات : 14 تاريخ الميلاد : 01/01/1990 تاريخ التسجيل : 14/10/2013 العمر : 34 الموقع : العراق
| موضوع: حلال المشاكل ياعلي\قصة عبدالله الحطاب تقرا ليالي الجمعه لقضاء بعض الحاجات. الخميس نوفمبر 07, 2013 5:20 am | |
|
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ويسر مخرجهم
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة: الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين وله الشكر على ما خصنا من حب نبيه الكريم ورسوله العظيم وحب أهل بيته المنتخبين لا سيما مولانا أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين أبو الحسن و الحسين سفينة النجاة الذي من تمسك به و بآله نجا ومن تأخر عنهم غرق وهوى حبل الله المتين وسراجه المبين قسيم الجنة والنار زوج البتول أبن عم الرسول كاشف الكربات . خير البريا وحلال المعضلات والمشكلات.أيها المحبون و الموالون له ولأهل بيته الطاهرين إحدى المشاكل التي حلها بإذن الله وهي إحدى كرماته عند الله وقد صار لها أثر بين المحبين وتناقلتها الألسن وحفظتها القلوب ودونوها في صحائفهم ألا وهي قصة ((عبد الله الحطاب)) و كانا جملة من الموالين يقرؤونها في كل ليلة جمعة بإخلاص وانكسار قلب ويسألون الله ويتوسلون بمحمد(ص) وبأمير المؤمنين (عليه السلام) حلال المشاكل لقضاء حوائجهم.
وقبل أن أشرع في إيرادها أذكر لكم ما كان من أثرها في نفوس محبي أهل البيت (عليه السلام): قال أحد الموثوقين من المؤمنين: كنت في إحدى المكاتب أشتري كتاباً فجاء رجل يطلب كتاب حلال المشاكل فلما ناوله صاحب المكتبة الكتاب أخذه وقبله فاعترضت عليه و قلت له: يا أخي إن هذا الكتاب ليس من الكتب السماوية. فأجاب أن المعجزة التي رأيتها من (حلال المشاكل) لو رأيتها أنت لقبلته أيضاً فقلت له أخبرني ماذا رأيت من المعجزات فقال: لقد اتهمت بقتل عمتي والدة زوجتي فساقوني إلى المحكمة ولكن أنا كنت على اطمئنان كامل ويقين تام أني ما قتلت المرأة المذكورة ولكن المحكمة حكمت عليّ بالسجن خمسة عشر سنة فدخلني من ذلك هم وحزن شديدين ولم يكن لدي من حيلة في الأمر إلا أن أصبر حتى نهاية هذه المدة، ولما دخلت السجن رأيت المسجونين يجتمعون ويقرؤون هذه القصة فسألتهم عن ذلك فقالوا لطلب الفرج وقضاء الحاجة. فنذرت بإخلاص أن أقراها كل ليلة جمعة وأشتري بعض الحلويات و أوزعها على المسجونين واصلي صلاة الحاجة(1) واسأل الله أتوسل بمحمد و بحلال المشاكل ففعلت ذلك حتى صارت الجمعة الرابعة وقد أخذني النعاس وأنا على السجادة فريت في منامي رجلا جليل القدر بيده كأس 1. روي عن الأمام الصادق(عليه السلام): من تطهر وتصدق بصدقة ثم صلّى ركعتين وحمد الله واثني عليه و صلّى على النبي وآله ثم قال (اللهم أعني بما أخاف و اعطني ما أطلب آتاه الله ذلك).
فقال(( أشرب من هذا الكأس ولا تحزن فإن الله ببركة حلال المشاكل قد قضى حجتك )). فلما انتبهت من نومي أخبرت الذين معي فقالوا أنك تخرج من السجن فلما كان يوم السبت و إذا بنفرين أتو إلى السجن وهما من بلادي و كنت اعرفهما فهممت أن أسألهما و إذا برئيس السجن دعاني إلى محله وقال لي: هل عرفت هذين النفرين؟ فقلت له: نعم اعرفهما ولكن ما ادري ما سبب سجنهما. فقال: هما اللذان قتلا عمتك وقد اعترفا بذنبهما وقد جاءنا أمر بإطلاقك من السجن فامض حيث شئت فأخذت ثيابي وخرجت وأنا أحمد الله الذي خلصني من السجن ببركة حلال المشاكل.
قصة حلال المشاكل
يروى أن رجلاً يسمى عبد الله الحطاب وكان مؤمناً فقيراً وكسبه في كل يوم يذهب إلى البراري و سفوح الجبال ويحتطب ما أمكنه من الحطب ثم يأخذه إلى السوق فيبيعه بدريهمات قليلة يقتات بها هو وعياله راضياً قانعاً برزقه مع كثرة عياله الذين بلغو سبعة أو أكثر وكلهم إناث وذكور قصر وقد قضى أكثر حياته في هذا العمل و كانت زوجته قد ندرت في كل يوم جمعة قبل طلوع الشمس تقف على باب البيت و تدعو الله عز وجل أن يريها ولياً من أوليائه حتى تطلب منه أن يسأل الله أن يفرج عنهم ضيق معيشتهم.وقد مضت مدة أربعين جمعة فبينما هي واقفة تدعو الله وتتوسل إليه بمحمد و آله (عليهم السلام) و إذا برجل ذو شيبة، طويل القامة تراه من بعيد فلما و صل أليها قال لها : إذا رجع عبد الله قولي له كلما حلت به شدة يسأل الله ويتوسل بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم ).
ويندب حلال المشاكل ويكثر من قول: نادِ علياً مظهرا العجائب ....................تجدهُ عوناً لك في النوائب كل همً وغمً سينجلي ........................... بولايتكَ يا علي يا علي ويكررها مراراً فانه يقضي حاجته، ثم غاب عن عينيها فلما رجع عبد الله أخبرته فقال ويحك هذا والله ((الخضر)) (عليه السلام) هل قال لك شيئاً؟ قالت: نعم قال كذا و كذا. فحفظ ما قالته أليه فلما أصبح واصل عمله وصادف أن الوقت أول الشتاء و قد أرسلت السماء بعض السحب تبشر بهطول الأمطار فلما صار في البر وأخذ يحتطب قال في نفسه بعد أيام إذا صبت السماء وابلها وغمرت الأشجار وملئت الأودية يتعسر عليّ عملي و أنا كبير السن ضعيف البدن ولكن أدخر لي شيئاً من الحطب في مغارات هذا الجبل وكان قريباً منه وإذا كان ذلك أتيت وأخذته بغير تعب. فجمع حطباً كثيراً و أودعه في مغارات الجبل و وضع عليها علامة و أخذ من الحطب بمقدار ما يأخذ كل يوم وجاء إلى السوق و باعه و اشترى قوتاً إلى عياله و رجع إلى المنزل و أخبر زوجته بما فعل فسرت بذلك فما مضت إلا أيام قليلة حتى هبت الرياح الباردة وتلبدت السماء بالسحب الثقيلة و أخذت تفرغ ما فيها من الماء بغزارة ليلاً ونهاراً أياماً متواصلة بحيث تعطلت أكثر الناس عن أعمالها. أما عبد الله فإنه لازم المنزل ولم يخرج في هذه المدة حتى نفذ ما عندهم من الطعام و باتوا آخر ليلة وهم جياع ليس عندهم ما يأكلونه فلما أصبح الصباح و قد تقشعت الغيوم و أشرقت الشمس و غمرت المياه الأشجار و الأودية و جرت السيول قال عبد الله لزوجته الآن أمضي إلى ما وضعته من الحطب قي المغارة وآتي به إلى السوق.
فخرج وهو يوعد عياله بالطعام و كله أمل، وصادف القضاء و القدر أن الأيام المطير اجتازت قافلة بالجبل الذي أودع عبد الله فيه الحطب وهم يطلبون لهم ملجأ فدخلوا في المغارة التي فيها الحطب وهم يطلبون لهم ملجأ فدخلوا في المغارة التي فيها الحطب فمالوا أليه يحرقونه ليتدفؤا به عن البرد و يطبخون به طعامهم حتى أتوا على آخره. فلما جاء عبد الله و جد المغارة خالية ليس فيها إلا رماداً متراكم بعضه على بعض، وقف مذهولاً حزيناً لا يدري ماذا يعمل ثم أدار ببصره في البر فوجد أن الرياح قد اقتلعت الأشجار و غمرت المياه الباقي و وجد نفسه لا قدرة له على الاحتطاب لشدة البرد و هو شيخ كبير و لشدة ما وقع به من الحزن و الكآبة و قد اسودت الدنيا في عينيه حينما ذكر حال عياله وما هم فيه من الجوع وانهم ينتظرون مجيئه إليهم بالطعام، و وقع في حيرة شديدة وأخذ بالبكاء و النحيب وهو يقول: يا رب أنت اللطيف بعبادك و أنت أرحم الراحمين ثم توسل بمحمد (ص) ويندب حلال المشاكل بخشوع و انكسار قلب و يكثر منقول: نادِ علياً مظهرا العجائب ....................تجدهُ عوناً لك في النوائب كل همً وغمً سينجلي ............................ بولايتكَ يا علي يا علي و يكررها مراراً وهو يبكي حتى خرَّ مغشياً عليه فبينما هو كذلك و إذا بفارس مقبل من جهة القبلة وقد ركب فرساً أبيضاً و وجهه كدائرة القمر و النور يسطع من غرة جبينه و تفوح منه روائح المسك و العنبر و قد عطر ذلك الوادي من رائحته الطيبة.
فوقف عند رأسه و قال له : قم يا عبد الله فلما أفاق من غشيته سلم الفارس عليه فرد عبد الله السلام . ثم قال الفارس قم يا عبد الله فقد قضيت حاجتك... خذ من هذه الحجارة الصم التي من حولك و بعها و انتفع بثمنها. فقال عبد الله سيدي من أنت؟ قال أنا حلال المشاكل و قد أستغث بي فأجبتك، ولا تنساني كل ليلة جمعة. فقال عبد الله سيدي أنت أمير المؤمنين علي بن أبى طالب. فقال نعم، ثم غاب عن عينيه. فنهض عبد الله و بسط ردائه على الأرض و ملأه من تلك الحجارة كما أمر سيده و مولاه وجاء بها إلى المنزل و وضعها في زاوية من داره و اخبر زوجته بذلك وبات تلك الليلة فلما مضى من الليل أكثره قام لقضاء الحاجة وإذا به يرى ضياءً و نوراً صادر من ذلك المكان فبهت و فزع و لكنه تذكر و قام لقضاء الحاجة فكانت منه التفاته إلى موضع الذي وضع فيه الرداء وإذا بتلك الحجارة صارت جواهر و ياقوت بإذن الله و ببركة حلال المشاكل فحمد الله وأقبل إلى زوجته فأيقظها و قال لها أن الله رزقنا و أغنانا بفضل أمير المؤمنين ، أن الله يرزق من يشاء بغير حساب. و بات مسرورين فلما أصبح أخذ واحدة من الجواهر و أتى بها إلى الجواهري فباعها بثمن كبير و شرى لزوجته و أولاده طعاماً و ملابس و أتى لمنزله فرحاً مسروراً ثم شرع بناء بيته و وسع على عائلته و جعل يعطي الفقراء و الضعفاء و المساكين و يقضي حاجة من قصد إليه ومن لم يقصد حتى شاع ذكره واشتهر صيته و كان في كل ليلة جمعة يقرأ مدح حلال المشاكل وينفق في حبه مالاً كثيراً.
ليس يدري بكنه ذاتك ما هو يا بن عم النبي إلا الله لك معنى أجلى من الشمس لكن خبط العارفون فيه وتاهوا هو مشكاة نوره و التجلي سر قدس جهلتم معناه أظهر الله دينه بعلي أين لا أين دينه لولاه كانت الناس قبله تعبد الطاغوت رباً و الجبت فيه إله ونبي الهدى إلى الله يدعو هم ولا يسمعون منه دعاه سله لما هاجت طغاة قريش من وقاه بنفسه من فداه لو رأى مثله النبي لما وا خاه حياً وبعده وصاه قاتم يوم الغدير يدعو ألا من كنت مولى له فهذا مولا ما ارتضاه النبي من قبل النفس ولكنما الإله ارتضاه
ولم يزل كذلك حتى جاء موسم الحج و كانت جماعة من أصحابه عازمون على أداء فريضة الحج فعزم على الرحيل معهم وعند سفره أقبل على عائلته و قال لهم أني مسافر لقضاء فرض الإسلام و أوصيكم أن لا تنسوا مدح حلال المشاكل كل ليلة جمعة لأن له حق علينا واجب في ذمتنا. ثم إن عبد الله سافر مع أصحابه و لما مضت على سفره ثلاثة أيام أو أربعة قالت بنت عبد الله لأمها يا أماه أود أن أمضي إلى الحمام فأجبتها أمها لك ما شئتِ يا عزيزتي أذهبي حيث تريدين.
فمضت البنت إلى الحمام مع أخواتها و صديقاتها فلما دخلت الحمام رأت نسوة كثيرة ومن بينهن صبية ذات حسن و جمال بارعين فسألت عنها بعض النسوة فقالت لها أن هذه الصبية هي ابنة السلطان فدنت منها بنت عبد الله وسلمت عليها فردت التحية و جلست بجانبها تحادثها فقالت بنت السلطان ابنة من تكونين وما أسمك لأني لم يسبق لي أن رأيتك قبل اليوم. فأجابتها قائلة أنني ابنة عبد الله الحطاب واسمي مكية فقالت ابنة السلطان لها مستغربة ومن أين لكم هذا المال وهذه الثروة؟ فأجابتها من الله وببركة حلال المشاكل. ثم أنهما جلستا تتحدثان بأطايب الأحاديث إلى أن قضتا و طريهما من الحادثة ثم خرجتا من الحمام قاصدتين منزلهما و مرتا في طريقهما على بيت عبد الله فأقسمت ابنة عبد الله على ابنة السلطان ابنة السلطان أن تكون في ضيافتها هذا اليوم. فقبلت ابنة السلطان ضيافتها وبقيت يوماً وليلة مكرمة معززة حتى انتهت الضيافة خرجت ابنة السلطان إلى قصرها وطلبت من ابنة عبد الله أن تقبل ضيافتها في اليوم الثاني فأجابتها إلى ذلك وكان من القضاء والقدر تلك الليلة ليلة الجمعة فنسيت بنت عبد الله أن تقرأ مدح حلال المشاكل فلما صار الصباح قالت بنت السلطان إلى بنت عبد الله قومي بنا نمضي إلى البستان لأجل النزهة و الترفيه فقالت لها شأنك فمضتا إلى البستان و معهما الجواري فبينما هن يتنزهن إذ مررن على بركة فيها ماء فقالت بنت السلطان دعينا نسبح في هذه البركة فقالت بنت عبد الله لا بأس. ثم أنهن خلعن ما عليهن من الحلي و الحلل و نزلن في الماء وهن يتحدثن بأطيب الحديث. و من القضاء و القدر مر طائر واختطفَ قلادة بنت السلطان و علقها على غصن شجرة في البستان
وهن لم يشعرن به فلما قضين و طرهن من الماء وكل منهن لبست ثيابها ومضين إلى منازلهن في أنس و سرور، لم تلتفت بنت السلطان إلى قلادتها. حتى جاء الليل تفقدت قلادتها فلم تجدها فأرسلت إلى البستان من يفتش عنها فلم يجدوا شيئاً فعند ذلك أرسلت جاريتها إلى بنت عبد الله ترجوها إرجاع قلادتها أن كانت أخذتها. فأجابتها بنت عبد الله أن كنت تريدين قلادة أخرى اشتريتها لكِ ولا يحق أن تهينيني هذه الإهانة وعادت الجارية و نقلت إلى بنت السلطان هذا الكلام. فعند ذلك أخبرت بنت السلطان أباها بخبر القلادة فغضب وأمر غلمانه أن يمضوا إلى بيت عبد الله و يقبضوا على جميع أمواله و يأتوا بعياله. ففعل الغلمان ما أمر السلطان، فلما حضرت عائلة عبد الله بين يدي السلطان أنبهم وأهانهم على هذه السرقة المزعومة، ثم أمر بهم إلى السجن فلما صار الليل قالت البنت لأمها يا أماه، ما الذي عملنا وما جرمنا حتى نسكن في هذا السجن. فقالت لها يا بنية لسنا بأحسن من زينب بنت أمير المؤمنين وسكينة بنت الحسين وذرية رسول الله (عليهم السلام) الذين أدخلوهم في مجلس يزيد بن معاوية وأمر بهم أن يجعلوا في خربة لا تكفهم عن برد ولا حر، وعندما ذكروا أهل البيت جعلوا يبكون. وأما ما كان من أمر عبد الله: فانه لما قضي مناسك الحج عاد إلى بلاده وقد ركب في سفينة مع أصحابه فلما توسط البحر هبت ريح عاصف فانكسرت السفينة و غرق أهلها ولكن عبد الله لم ييئس وهو في تلك الشدة و تذكر ما قال له سيده و مولاه حلال المشاكل فرفع يده إلى السماء و نادى : يا الله يا أرحم الراحمين أنقذني بحق محمد خاتم النبيين(ص) و بحق حلال المشاكل علي أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم أخذ يلهج و يقول: نادِ علياً مظهرا العجائب ....................تجدهُ عوناً لك في النوائب كل همً وغمً سينجلي ............................ بولايتكَ يا علي يا علي ويكررها بانكسار قلب ودموعه جارية ولم يزل كذلك حتى قذفته الأمواج على ساحل البحر فعاد إلى منزله وقد انطوت أليه الأرض بإذن الله تعالى، فلما وصل وجد الباب مغلقاً و البيت خالياً من أهله فوقف متحيراً فبينما هو في حيرته إذ مر به رجل من جيرانه فسأله عن أهله فقال له: أن السلطان قد سجنهم لأنهم سرقوا قلادة ابنته. فجاء عبد الله مسرعاً إلى مجلس السلطان و قال له : أن كنت قد حكمت على أهلي بالسجن وهم نساء وأطفال فأطلقهم واسجني مكانهم. قال : صدقت فأمر بإطلاقهم وأمر بسجن عبد الله فلما صار في السجن وجاء الليل قال في نفسه أني لست بأحسن من الأمام موسى بن جعفر(عليه السلام) الذي بقي في سجن هارون الرشيد سنيناً و لست بأحسن من الأمام زين العابدين (عليه السلام) الذي أدخلوه في مجلس يزيد بن معاوية مقيداً، وعندما ذكر الأمام زين العابدين (عليه السلام) جرت على خديه الدموع وجعل يبكي ثم أخذ يقول : نادِ علياً مظهرا العجائب ....................تجدهُ عوناً لك في النوائب كل همً وغمً سينجلي ............................ بولايتكَ يا علي يا علي ويكررها بخضوع و خشوع و انكسار قلب ودموعه جارية إلى أن جاءت ليلة الجمعة ولما لم يجد شيئاً من المال ليشتري به الحلوى ويقرأ مدح حلال المشاكل و ينفقه في حبه بت تلك الليلة وهو باكي العين حزين القلب. وعند قرب الفجر سمع هاتفاً يقول له : يا عبد الله إذا أصبحت أمضي إلى باب السجن ستجد قطعة من النقود الذهبية فخذها وكل من مر بك أعطه القطعة الذهبية و أطلب منه أن يصرفها ويشتري لك شيئاً من الحلاوة واقرأ مدحا حلال المشاكل حتى يخلصك الله مما أنت فيه من البلاء العظيم. فلما صار الصباح جاء عبد الله إلى باب السجن فوجد القطعة الذهبية كما أخبره الهاتف فأخذها و بقي واقفاً ينتظر إذ مر شاب على فرس فناداه عبد الله وقال له خذ هذه القطعة وأصرفها و أشتر لي شيئاً من الحلاوة حتى اقرأ مدح حلال المشاكل ولننفقه في حبه. فلما سمع الشاب من عبد الله هذا الكلام قال له هذا المال سرقتموه و تقولون من عند الله و ببركة حلال المشاكل. فلما سمعه عبد الله أنكسر قلبه و جرت دموعه وقال اللهم اكفني شر هذا الشاب و لقني خيره ببركة حلال المشاكل علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم أن الشاب لم يكد يتقدم بضع خطوات حتى نفرت فرسه به و سقط على وجه الأرض مغشياً عليه كالميت فبلغ الخبر إلى أبيه و جاء مسرعاً مذهول الرأي طائر العقل واجتاز في طريقه السجن الذي فيه عبد الله فناداه وقال له يا هذا ما الذي حل بك أراك مذهول الرأي فقال له أتاني خبر عن ولدي أنه وقع من على فرسه على وجه الأرض مغشياً عليه فحل بي ما تراه فهل عندك وسيلة تنجيه. قال عبد الله لا بأس خذ هذه القطعة واصرفها و أشتر بها شيئاً من الحلاوة حتى اقرأ مدح حلال المشاكل أمير المؤمنين (عليه السلام). فقال له الرجل حباً و ألف كرامة لله (عز وجل) و لعلي حلال المشاكل، هات ما عندك يا عبد الله ثم مضى. وأخذ عبد الله يقرأ حلال المشاكل ويكرر من قول نادِ علياً مظهرا العجائب إلى آخرها و الرجل يقول يا الله بحق محمد وبحق حلال المشاكل حل مشكاتي. ولم يزل كذلك حتى أتاه رجل و بشره أن الله عافى ولده بقدرته و ببركة حلال المشاكل فمضى إلى منزله فرأى أبنه في غاية الصحة و السلامة فقال يا ولدي ماذا حل بك فقال يا أبي قم بنا إلى مجلس السلطان لأحدثه عن معجزة حلال المشاكل بين الناس. فجاء إلى السلطان و اخبره بكل ما رأى. قال لما مررت على السجن و قال لي عبد الله ما قال ، قلت له هذا المال كله سرقتموه و تقولون من عند الله و ببركة حلال المشاكل و مضيت فلم أخطو ألا قليلاًً حتى سقطت على وجه الأرض و غشي عليِ فسمعت هاتفاً وأنا في غشوتي يقول يا فتى يقول لك حلال المشاكل امضِ إلى السلطان و اخبره بين ملأ من الناس أن عبد الله وأهله بريئين من هذه التهمة.
وأن قلادة ابنتك قد أخذها الطائر و علقها على غصن شجرة من أشجار البستان في مكان كذا وكذا. فتعجب السلطان ومن معه من كلام الشاب، ثم أنه قام ومن معه وجاءوا إلى البستان لينظروا الخبر فلما وصلوا إلى الشجرة التي وصفها الشاب وإذا بطائر انقض من الهواء و أخذ القلادة من على غصن الشجرة وهم ينظرون و ألقاها بين يدي السلطان فلما نظر إلى ذلك زاد إعجابه و قال لا نريد أثراً بعد عين. ثم رجع إلى مجلسه وأمر بإحضار عبد الله من السجن مكرماً محشوماً فلما أحضروه قام السلطان واعتنقه وقبل ما بين عينيه و جعل يعتذر أليه بما أرتكبه في حقه من سجنه وهتك حرمه و قال الآن صدقت أن كل ما عندكم من مال و نعمه من عند الله وببركة حلال المشاكل. ثم أمر بإرجاع كل ما أخذ منه حتى رضاه و مضى عبد الله إلى منزله فرحاً مسروراً بما أنعم الله عليه و عاش باقي عمره في أحسن حال هو وزوجته الصالحة وعياله إلى أن أختاره الله. اللهم بحق محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء والحسن المجتبى والحسين الشهيد بكر بلاء والتسعة المعصومين من ذرية الحسين أكشف عنا و عن كل مؤمن و مؤمنة كل ضر وبلاء وفاقة وكل هم وغم انك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. لي خمسة أهل العبا اطفي بهم حر الوبا المصطفى و المرتضى وفاطمة وابنيها النجبا
(اللهم صلى على محمد وعلى أهل بيت الطيبين الطاهرين ).
الحمد لله رب العالمين | |
|